تذكرة: يا عبد الله لا تعصِ الله

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،، بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف..نذكّر بعضنا نساند بعضنا..نتنافس على الخيرات.. نعفو ونصفح ونغفر لمن أخطأ في حقنا واساء إلينا اقتداءًا بهديه

يا عبد الله لا تعصِ الله
" وما خلقتُ الإنس والجنَّ إلاّ ليعبدون"
يا عباد الله إن الله لم يخلقنا عبثًا ، بل خُلقنا لنعبد الله ونسبحه ونقدّس له، وما خُلقنا لنلهو ونلعب وننسى الحكمة والرسالة التي خلقنا الله لأجلها.
"اعمل لدنياكَ كأنك تعيش أبدًا واعمل لآخرتكَ كأنكَ تموتُ غدًا".
فإخواني لذلك اليوم فأعدّوا،ولا تلهكم ولا تغرّنّكم مغريات الحياة الدنيا أبدًا وتنسيكم عبادة الله.
إنه لشد ما يحزني وما يؤلمني هو رؤية عباد الله قد عاثوا في الأرض فسادًان وقد تاهوا في ظلمات فما عادوا يبصرون، نسوا بل تناسوا الله وعبادته وطاعته، والغاية والحكمة السامية من خلقنا ووجودنا على هذه الأرض، إذ قال الله في محكم آياته:" وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ [البقرة: 30]."..إذًا يا إخوان فقد خلقنا الله لإعمار الأرض وإصلاحها لا للإفساد فيها والعتي والطغيان.
وبحسب الآية التي أوردتها في بداية كلامي..نحن خُلقنا للعبادة والطاعة فيا عبد الله لا تعصِ الله،، يا عبد الله لا تفكر حتى في معصية الله،، يا عبد الله اتقِ الله..
وإن اجتاحتك شهوة جارفة وقاتلة إلى المعصية فتفكر معي قليلاً:
كيف أعصي الله وأنا في أرضه؟؟
كيف أعصي الله وأنا أتنفس من الهواء الذي أنعم علي به؟
وكيف أعصيه جلّ في عليائه وهو الذي من الظلمات يخرجني بنوره؟
وكيف أعصيه جلّ في عليائه وقد أغدق علي من نعمه الكثيرة التي لا تحصى ولا تعد؟
وكيف أعصيه وهو خالقي وبارئي ؟
وكيف أعصيه وهو الذي احياني والذي يميتني بالكاف والنون؟
وكيف..وكيف...وكيف..وكيف؟؟؟
وتتوالى الأسئلة حتى تنسى تلك المعصية!!....تفكّر برحمة ربِّك..وتفكّر بمغفرته وتوبته على من يتوب..
اعلم أن الله يحبك فلا تعصه يومًا،، ولا تخالف له أمرًا،، ولا تترك له فرضًا..وأطعه طوعًا ورغبةً وحبًّا..
إن الله يحبُّك فلِمَ تعرض عنه؟؟..إن الله يقبل إليك ويأتيك هرولة فلِمَ تهرب منه؟..ولِمَ هذا الفتور؟!..ولِمَ إقبالك إلى المعاصي كهذا النظير؟!
الندم توبة..فلماذا لا نندم على كل ما يبدر منا من خطأ أو ذنب؟!..هيا بنا نسير في طريق التوبة..أما علمت أن الله توابً رحيم؟!..أما علمت أن الله غفار الذنوب؟..قابل التوبِ ممن يتوب؟!!..
فهلمَّ أخي..هلمّي أختي..للتوبة قبل فوات الأوان..قبل أن لا تنفع كان يا ما كان...قبل يومٍ لا ينفع فيه بكاء أو ندم..
نحو التوبة نمضي..معشًا لنلقَ ربّنا بوجوه بيضاء نضرة!!
من نزف الجراح