جدة - العربية.نت
لم تفاجئ نسبة البطالة في
صفوف الجامعيات السعوديات البالغة 78.3%
نوف الضباب التي لاتزال تبحث عن فرصة عمل. نوف البالغة من العمر 26 عاماً
تجسد مثالاً لخريجة جامعية فشلت على مدار عام كامل في الحصول على وظيفة رغم
حيازتها شهادة الماجستير بتقدير ممتاز في مجال الاقتصاد المنزلي تربوي
يختص بمناهج وطرق التدريس.
وترى نوف أن سبب عزوف الشركات والمؤسسات عن توظيفها يرجع بداية إلى عدم
علمهم بتفاصيل تخصصها، إذ يعتقدون بأنه مقتصر على "الطبخ والنفخ"، على حد
تعبيرها.
وكانت نوف قد اتجهت إلى دراسة الماجستير أملاً منها في الحصول على وظيفة
بعد أن اضطرت إلى الجلوس عاماً كاملاً دون عمل. إلا أن شهادة الماجستير لم
تسعف نوف بل زادت من مخاوف الشركات التي عزفت عن توظيفها خوفاً من أن تفرض
هذه الشهادة امتيازات أكثر لنوف هم في غنى عنها.
|
الحقيقة المؤلمة الفرصة الوحيدة التي أتيحت لنوف كانت بمدرسة خاصة أوكلت إليها المديرة مهام المقصف المدرسي ودروس التدبير المنزلي، إضافة إلى التحضير لدروس تقوية للطالبات في اللغة الإنكليزية، الأمر الذي اعتبرته نوف غير مُجدٍ إذا ما قورن بالعائد المادي الذي لا يتجاوز 1500 ريال سعودي.
نوف التي تتذكر بحسرة بكاءها وهي على مقاعد الدراسة حين تعجبت منها إحدى مدرساتها التي خاطبتها قائلة: "لماذا تستعجلين التخرج في الجامعة، هل تعتقدين بأن الفرص الوظيفية متاحة؟!"، تقول نوف يبدو أني تعرفت إلى هذه الحقيقة المؤلمة الآن.
وتقضي نوف أوقات فراغها في ملء استمارات التوظيف باللغتين الانجليزية والعربية، في حين تجتمع مع صديقاتها للقيام ببعض الأنشطة التطوعية علّها تنسيها حظها العاثر.
وتبيّن الدراسة التي أعدتها مؤسسة "بوز آند كومبني" أن ما نسبته 78.3% من العاطلات السعوديات هن في الحقيقة جامعيات. ويشير التقرير إلى أن أكثر من 1000 سعودية عاطلة عن العمل وتحمل شهادة الدكتوراه.
وفي الوقت نفسه فضّلت قرابة 300 سعودية العمل في مؤسسات خارج المملكة تحديداً في الكويت وقطر والبحرين. وفي الوقت الذي ارتفعت نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل إلى 14.4% على مدار الـ18 سنة الماضية إلا أن هذه النسبة هي الأقل في منطقة الخليج. ولايزال التعليم يحتل الصدارة من حيث الوجود النسائي وذلك بنسبة بلغت 85% متبوعاً بمجالي الصحة والإدارة، فيما لا يتجاوز نصيب المرأة من مناصب صناعة القرار 1%. |
|
دعم المساواة بين الجنسين وتعمل المملكة على إيجاد فرص جديدة للمرأة في مجال الاستقبال والخياطة والتغذية والتصوير والتجميل والحضانة والسياحة والفندقة ووظائف الدولة.
وكانت المملكة قد أقرّت ثلاث معاهدات دولية من أجل دعم المساواة بين الجنسين في ما يتعلق بالقوة العاملة.
وأشار التقرير إلى أن عمل المرأة مازال محصوراً في قالب أنثوي وسيتطلب تصحيح الوضع زيادة وعي النساء والمجتمع ككل بأهمية مشاركة المرأة، إضافة إلى تشجيعهن وتأهيلهن. وسيتطلب الأمر أيضاً تعديل المناهج التعليمية ودوراً أكبر من وزارتي العمل والتجارة. |
|
النسبة مخيفة ويعلّق الكاتب السعودي د. علي سعد الموسى على نسبة البطالة في صفوف الجامعيات السعوديات بقوله إن هذه النسبة التي تقارب 80% هي نفسها برأيه "نسبة المرضى في المجتمع السعودي الذين لايزالون يمارسون الوصاية على عمل المرأة".
إذ برأيه ينظر هؤلاء إلى عمل المرأة باعتباره "ترفاً لا مصدر رزق ونصيب حياة".
وبحسب الموسى فإن هذه النسبة مخيفة وتبرهن على تلكؤ القرار الداعي إلى توظيف النساء، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة اقتحام المرأة لكل مجالات العمل قبل أن نصطدم بحقيقة رقمية مؤلمة أخرى.
وانتقد النسبة النسائية المرتفعة في مجال التعليم، وأضاف ساخراً: "لقد أُشبع هذا المجال بالنساء تماماً، والخطوة القادمة هي أن نرسل النساء للتدريس في المريخ أو أن نضيف أرقاماً أخرى من البطالة إلى الرقم الحالي".
وفي سياق ذي صلة أشار الموسى إلى الوجود الأجنبي الكبير الذي يتجاوز 10 ملايين نسمة منافساً بالتالي الفرص المتاحة أمام الخريجين السعوديين.
وأكد أن هذا الوضع القائم لا يمكن أن يحدث في أكثر الدول فقراً وشحاً في الموارد، فضلاً عن أن يكون حاضراً في دولة تتمتع بحجم اقتصادي كبير. |