تتسابق اللحظات ونحن ننساب بينها هكذا دون شعور .. تصحّر القلب في أوصالنا فعطف بنا وهجر وخمل .. تتراقص الأنفاس في أعماقنا شوقا إلى مذاق حلو راق يبعد عنا المرورة فقد طالت .. وهكذا كل عام نعود من حال إلى حال ؟
الكل يتراقص ، لكن رقصات قلوبنا مختلفة فهي تتراقص شوقا وحبا ، لا لهفة على المعاصي التي ينتظرها الكثير ..
أصبحنا نعد الأنفاس عدا .. تحدونا غربة طالما عشناها وارتحلنا إليه وكلنا صبابة ووجد .. هناك من ينادي علينا أن هلموا واخلعوا ثوب الخنوع والدعة .. أرى النسمات غير النسمات .. والهواء مختلفا عما اعتدنا عليه .. فهُّل يا هلال ..
أهل علينا بأمر الله فالأرواح ما زالت تناد :" اللهم بلغنا رمضان .. اللهم بلغنا رمضان "
فكل ما في رمضان له مذاق يعرفه كل من ينعم في نعيمه ويدرك قيمته ، يتلمس لحظاته العظيمة ويحفظها عن كل ما يدنسها ويخدشها .. كل من لا يريد لصفحته أن تخربشها المغريات وتنفث فيها سمومها فتخدرها وتبدأ الصدأ فيها من جديد ..
شهر تتلهف له القلوب كل عام
تتسابق فيه نحو الجنان
وتطلق همساتها وآمالها
لتجعل منه موسما مشرقا بالدفء
لكل القلوب المتلهفة
فلنتذوق معا بعض مذاقات هذا الشهر العظيم
ولنستشعرها في عمق أعماق القلوب
لنرى إشراقاتها من خلاله
ونتضاعف فيه
أضعافا مضاعفة