عندما تهجر الطيور أعشاشها تخفق القلوب و تصفر البسمات إلا أن طائر الخريف لن ينسى وطنه فيعود عندما تنبض العروق الخضر نضارة و بهجة فطائر الخريف لم يهجر وطنه كارها أو تاركا أبدا إنما ما دعاه للهجرة ذاك البرد الذي خطف دفء البدن و خفقات القلب , و عندما تواجهه كارثة ما فانه سيقطع الجبال و الوديان باحثا عن أمل ضائع و عن وطن دافئ لأنه يؤمن أن خلف تلك الجبال شمس لا بد أن تستطع و داخل تلك الوديان أشجار و انهار لا بد أن تفيض بالخير و العطاء ربما سيجده من يعرفه يوما منهكا تعبا و قد خط الدهر عليه ملامح الألم و الشقاء قد يتسألون أين كان أنهم لا يعرفون أبدا انه كان هناك عند بساتين الألم يجني ....يجني ثمارا من دماء في صحارى البؤس تتقاذفه عمالقة لا طاقة له بها تحتضنه أشواك الألم و الشقاء لكنه بالنهاية عاد .....عاد إلى وطنه بعد فراق مرير ربما لم يجد أبدا من كان يحبهم و يحبونه أو حتى إن وجدهم لم يعد لهم طعم بنظره لأنه قد تم إحراق ما تبقى بداخله من الحياة
لقد علم ما هي الشياطين و من هم القتله تعلم كل شيء عن النيران الحارقة و عرف انه مجرد طائر إلا انه يتمكن من فعل الكثير الكثير و لا بد له من الفعل أكثر تعلم أن حياته ليست مرهونة بأحد و انه رهن لما سيقوم به و تعلم تماما انه وحيد دوما لن يكون معه احد و أن المعركة لم تبدأ بعد و حتى حين تبدأ سيكون عندها وحيدا كما هو الآن و علم فعلا انه (لا نامت أعين الجبناء ) و إن اغلب البشر يريدون منه الشكل و التغريد العذب و لا يقبلون أن يعلموا أين كان و من أين أتى